مطارح “نخلا” في ذكرى التأسيس السابعة.. نواة المقاومة التي كسرت شوكة ميليشيا الحوثي

تحل اليوم الذكرى السابعة لتأسيس مطارح “نخلا والسحيل”، نواة تشكيل المقاومة الشعبية التي كسرت شوكة ميليشيا الحوثي وأسست للمعركة الوطنية التي لازال الشعب اليمني يخوضها حتى اليوم.

وأتى تأسيس مطارح “نخلا” في 18 سبتمبر 2014 تزامناً مع سقوط العاصمة صنعاء بيد ميليشيا الحوثي، ثم تلتها باقي المدن اليمنية التي غزتها الميليشيا وتمكنت من السيطرة عليها بدون قتال.

كانت نواة تشكيل مطارح نخلا والسحيل من أبناء القبائل الذين واجهوا ميليشيا الحوثي في مناطق متفرقة بمحافظة الجوف، والمديريات الغربية لمحافظة مأرب، وبعد سقوط صنعاء بيد الحوثيين، كانت الأنظار تتجه إلى مأرب التي كان الحوثيون يعدون العدة لاقتحامها والسيطرة عليها.

برز مشايخ القبائل في مارب في الواجهة، وبدأوا بتأسيس المطارح في مناطق متفرقة من مأرب، وتوحيد صفوف المقاتلين، والإعداد للمعركة القادمة التي كان الجميع يتوقعها في أي لحظة، وتأخرت حتى أبريل من العام 2015.

إعادة الأمل

شكلت مطارح نخلا والسحيل ثم مطارح “بني جبر” و”الوشحا” و”نجد المجمعة” بارقة أمل لدى اليمنيين في مختلف المناطق، الذين كانوا يرون المدن تتساقط تحت أقدام الميليشيا القادمة من كهوف صعدة، بقتال أو بدون قتال، وبات الجميع ينظر لمأرب والمطارح على أنها الفرصة الوحيدة لاستعادة البلاد لتوازنها وكسر “انتفاشة الحوثيين” الذين ظنوا أنهم قادرين على التهام البلاد.

وبدأت المطارح تستقطب المخلصين من اليمنيين من مختلف المحافظات، وهم الذين شكلوا النواة الأولى للمقاومة، ثم نواة تأسيس الجيش الوطني، ومعظمهم من الذين رفضوا العيش تحت هيمنة الميليشيا، وقرروا الإنضمام إلى مأرب والمطارح في خيار المواجهة الذي كان قراراً مأربياً وطنياً خالصاً، حتى قبل إعلان التحالف العربي تدخله في اليمن.

رد فعل شعبي

ويرى الباحث والكاتب “حسين الصادر” أن “مطارح نخلا كانت تعبر عن الواقع الشعبي المحلي في مارب، ممثلاً بالمكونات الاجتماعية القبلية كما هو معروف، وأيضا هذه المطارح جاءت نتيجة للوعي المحلي بعملية التحول ومخرجات الحوار الوطني، ومخرجات القضية الماربية”.

ويضيف “الصادر” في حديثه لموقع “مأرب 360″، “أن القضية المأربية كانت جزء من عملية التوعية الخلاقة داخل مارب في العام 2012 و2013، وجاءت المطارح لتعكس كل هذا الوعي في نخلا والوشحا والسحيل، وعبارة عن رد فعل شعبي، والتصدي لخيبة الأمل التي أحدثها الانقلاب”.

وقال الصادر، إن “المأربيين كانوا يؤمنون بعملية التحول المحلي ضمن وجهة نظرهم وأطروحاتهم التي قدموها في كيان شعبي أطلق عليه القضية المأربية، وكان لشباب هذه القضية دور فعال فيما يتعلق بخلق الوعي داخل المجتمع المحلي في السير نحو التحديث”.

وأضاف  الصادر “جاءت هذه المطارح وتفردت بها مأرب لأن لدى مأرب وعي سياسي مختلف عن الكثير، وكان لدى المأربيين طموح كبير في عملية التحول السياسي الخلاق وعملية التحول المحلي، وجاء الانقلاب ليصنع خيبة أمل وصدمة أيضاً، واصطدم مع تطلعات المأربيين”.

وبحسب الباحث “الصادر”، فقد “كانت المطارح القبلية في الوشحا ونخلا والسحيل عبارة عن رد فعل شعبي نحو الحلم المشترك ممثلاً بعملية التحول الديمقراطي، وكانت استثناء في الخريطة السياسية اليمنية، بسبب الوعي المحلي وصلابة التكوينات الاجتماعية”.

وقال الصادر “صمدت هذه المطارح وكانت النواة الحقيقية لإيجاد المقاومة الشعبية، وإيجاد الرقعة السياسية التي تستند عليها الحكومة الشرعية، وساعدت هذه المطارح وبشكل أساسي في تثبيت شرعية الدولة، بغض النظر عن الظروف المحيطة”.

ويشير “الصادر” إلى “أننا لا زلنا اليوم نحتاج وبشكل كبير إلى تعميق مفهوم المطارح القبلية ضمن الوعي المحلي أكبر من أي وقت مضى، لأن المخاطر لازالت محدقة بمأرب بشكل كبير”.

عملية إنقاذ

من جهته يرى رئيس الدائرة السياسية في فرع حزب التجمع اليمني للإصلاح بمارب، “محمد عبده اليوسفي”، أن تأسيس مطارح نخلا كان أشبه في حينه بـ “عملية إنقاذ” لليمن، نظراً للظروف التي كانت تعيشها البلاد في تلك المرحلة الحساسة والحرجة من التاريخ”.

وقال اليوسفي، وهو أيضاً قيادي بارز في المقاومة الشعبية، إن الناس أصابها الذهول والتساؤل في تلك الفترة حول مصير البلاد والثورات التي عاشتها اليمن على فترات زمنية طويلة”.

وأضاف “اليوسفي” لموقع “مأرب 360” أن المطارح “كانت محط أنظار لأبناء محافظات مأرب والجوف والبيضاء وشبوة في تلك الفترة العصيبة، وكانت المرحلة حرجة نتيجة لأن كل القيادات السياسية والعسكرية تفاجؤوا بسرعة ما حدث، وأن دولاً كانت ترعى ما حدث (من انقلاب)، وتم التعبير عن ذلك بصناعة اتفاق السلم والشراكة، وتم عزل السياسيين وقادة اليمن عن ما يدور، وكانت مطارح نخلا ترفض مثل هذه الأمور، وهذا ما ميز المطارح بأنها قالت لا لكل ما هو موجود من عبث في صنعاء، وكان تأسيس مطارح نخلا استباقاً ليوم 21 سبتمبر الذي أضاع الجمهورية وأتى بالإماميين الجدد”.

وحول دوافع تأسيس المطارح، قال اليوسفي إن “هناك قلق كان عند الناس مما حدث وما يجري في صنعاء، فكانت هناك كثير من التساؤلات في أذهان الناس عما حدث في صنعاء، ومن هم الغزاة الجدد وما مصيرنا وماذا نعمل، فكان الحل هو أن يتجه الجميع إلى نخلا لرفع راية المقاومة والاستعصاء، وأننا لن نقبل ولن ننصاع لهذه الميليشيات الغازية”.

ويرى “اليوسفي” أن “من العوامل التي ساهمت في نجاح مطارح نخلا، الصدق، حيث خرج الناس بدون أغراض سياسية أو أجندات، وخرجوا فقط رفضاً لما حدث، وللنظر في مصيرهم ومستقبلهم، فخرجوا وهم يقولون إنهم لن يكونون تبعاً لتلك الميليشيات، وسنكون شيئاً أخر وهو ما حدث بالفعل”.

وأضاف اليوسفي “أن مطارح نخلا جعلت العدو يحسب حسابات كبيرة لمأرب، ولازالوا يعانون حتى اليوم من مأرب ومما صنعته مطارح نخلا، واكتشف العدو أن حساباته بشأن مأرب كانت خاطئة، وأرادوا بكثير من الوسائل والسبل الدخول إلى مأرب، ولكن انتباه ويقظة أبناء مأرب ومن فيها من الاحرار أفشلوا تلك المخططات”.

وأشار “اليوسفي” إلى أن وفوداً كثيرة وشخصيات سياسية كبيرة ولجنة رئاسية قامت بزيارة مأرب بهدف رفع المطارح، ومن بين تلك الشخصيات وزير الدفاع السابق “محمود الصبيحي”، وكانت الوساطات تطلب رفع المطارح وأن تكون لمأرب وضع خاص كما هو مذكور في اتفاق السلم والشراكة، إلا أن الجميع رفض ذلك وأكدوا أن مأرب ستكون عكس الآخرين، فكان هذا الإصرار هو سر نجاح المطارح”.

وقال اليوسفي إن الحاجة اليوم لاتزال تفرض على الجميع مواصلة النضال ورفض هذه الميليشيات، داعياً كل أحرار اليمن على امتداد الساحة اليمنية إلى نبذ هذه الميليشيات التي لن تقبل أحد، مضيفاً أن “7 سنوات كفيلة لنا أن نعرف الكثير من أجندة هذه الحركة الميليشاوية، فكثير من الشخصيات التي سهلت لهذه الميليشيا رجعت للانتقام منهم والتخلص منهم، كما أنها لا تفي بأي اتفاقيات وتنكث كل اتفاق تدخل فيه”.

وأكد “اليوسفي” أن “مأرب ستبقى عصية بتوفيق الله وتسديده، وبحضور رجال اليمن والسلطة المحلية وعلى رأسها المحافظ سلطان العرادة الذي كان حاضراً في المشهد من أول يوم، والتحالف العربي الذي جاء لدعم الحق الذي خرجت مطارح نخلا من أجله”.

وأشار اليوسفي أن المطارح كانت في عدة أماكن منها نخلا والسحيل ومفرق هيلان ومطارح بني جبر ومطارح مراد، ومطارح بالقرب من صافر، وكان لهذه المطار دور في تأمين المحافظة وتأمين المصالح السيادية للبلاد.

حملات إعلامية

وتعرضت مطارح نخلا والسحيل لحملات إعلامية كبيرة انطلقت من صنعاء، سعت لتشويه أبناء القبائل الذين انضموا لتلك المطارح، ورفع تقارير مغلوطة عنهم وعن انتماءاتهم.

ورفعت الميليشيا لافتة محاربة القاعدة والجماعات الأخرى، وادعت أن القاعدة هي من أنشأت مطارح نخلا والسحيل، بعد انسحابها من البيضاء، لكن لك تلك الحملات كانت تفشل في إثبات أي من تلك المعلومات المضللة التي كانت تنشرها، حيث كانت كاميرات القنوات تتجول في المطارح وتصور كل مايدور فيها وكل من يدخلها وهم فقط أبناء قبائل مأرب الذين رفضوا حكم الميليشيا.

تضحيات كبيرة

ومع اندلاع المعارك في محافظة مأرب وتحديداً مطلع العام 2015 دفعت مطارح نخلا بالعشرات من أفرادها لمواجهة الميليشيا، في مديرية صرواح منتصف شهر أبريل 2015، وقبلها على الحدود بين محافظتي مأرب وشبوة.

وعلى مدى أشهر من القتال استشهد العشرات من المنتسبين للمطارح، ومن المؤسسين لها، كان أبرزهم الشيخ “عبدالله بن حمد بن جرادان”، مدير مديرية الوادي بمحافظة مأرب، الذي استشهد بعد أسبوعين على اندلاع المعارك، بعد أن كان له دور كبير في تأسيس المطارح وترتيب الدعم اللوجستي لها.

وبعد مرور 7 سنوات على تأسيس المطارح، لا يزال العشرات من أبناء قبائل مأرب في نفس المكان الذي تأسست فيه المطارح نواة المقاومة الشعبية، يقدمون التضحيات الكبيرة من أجل تخليص اليمن من الكهنوت الذي يريد إعادة حكم الإمامة البغيض إلى البلاد، ويتعهدون بحماية اليمن من المشروع الفارسي الذي يريد عزل البلاد عن محيطها العربي ودفنها تحت عمامة الفقيه.

شارك الموضوع
مأرب 360 - غرفة الأخبار

مأرب 360 - غرفة الأخبار

تابعونا على شبكات التواصل