تمر علينا اليوم ذكرى استشهاد الزميل الصحفي “عبدالله القادري“، الذي خسرت مأرب برحيله واحداً من أنشط الصحفيين المأربيين الذين عملوا على نقل صورة كاملة عن مأرب إلى الخارج، عبر الصورة والفيديو والخبر الفوري، بمهنية ومصداقية قل أن نجد لها مثيل.
لقد تحمل الشهيد “القادري” منذ أول لحظة لاندلاع المعارك حول مأرب ، مسؤولية إيصال رسالة مأرب إلى الإقليم والعالم، إضافة إلى اليمنيين في الداخل، فكانت صفحاته على منصات التواصل الاجتماعي مصدراً رئيسياً لمن كان يريد معرفة أخبار المعارك التي كانت تدور كل ساعة وكل دقيقة.
كما عمل الشهيد القادري على التنسيق لعدة قنوات وصحفيين للوصول إلى مأرب، والعمل من الميدان لنقل صورة أوضح، وكشف الحقائق المضادة لما كان ينشر في حينه من إشاعات تحاول تصوير المقاومة الشعبية بأنها جماعات خارجة عن القانون، بفعل الآلة الإعلامية الضخمة التي كانت تملكها ميليشيا الحوثي وحلفاءها في حينه، بعد سيطرتها على كل وسائل الإعلام في صنعاء، إضافة إلى الدعم الذي كان يقدم لها من الخارج.
لقد ترك رحيل “القادري” فجوة كبيرة على مستوى الإعلام المحلي في مأرب، وفراغاً لم يستطع أحداً أن يسده بعده، نظراً للعلاقات الكبيرة التي كان “القادري” قد نسجها مع مختلف الأطياف والمكونات المأربية، وسهلت له الحصول على المعلومة والخبر بسرعة وبدقة.
وهذه مناسبة من المهم التذكير فيها بالإهمال الذي يعاني منه قطاع الإعلام في مأرب من قبل الجهات المسؤولة والسلطة المحلية في المحافظة، فلا يوجد أي برامج ولا اهتمام يقدم للصحفيين والوسائل الإعلامية في المحافظة، فضلاً عن حالة الفجوة الكبيرة بين السلطات من جهة والصحفيين والناشطين من جهة.
هذا الأمر يستوجب على الجهات المعنية دعم وسائل الإعلام القائمة حالياً، وتشجيع إنشاء وسائل إعلام محلية جديدة (صحف – مواقع – إذاعات – قنوات)، والعمل على دعمها بحسب المتاح، لأهمية الإعلام ودوره في توعية المجتمع والرقابة على أداء المكاتب التنفيذية والمؤسسات الحكومية.
كما أنه من المهم الإشارة إلى أن الصحفي لا يملك إلا قلمه، وبالتالي يجب أن تتوقف الجهات الحكومية والأمنية عن اعتباره عدواً لها، وأن يحتكم الجميع للقانون والدستور، فهو مظلة الجميع والمرجعية التي يجب أن يعودون إليها في حالة وجود أي خلاف.