على بوابة أشهر المعابد في الجزيرة العربية، يقف الرجل الستيني عبدالرب الضيفلي ينظم دخول الزوار الذين يرتادون معبد أوام المعروف محليا بمحرم بلقيس.
وقف “الضيفلي” يجمع من الزوار ما يشبه قيمة تذاكر الدخول، ويروي بعضا من تفاصيل 21 عاما قضاها في حراسة المعبد الأثري الأشهر.
وعلى الرغم من أهمية المعبد وأهمية الوظيفة، إلا أن راتب “الضيفلي” توقف منذ 10 أعوام، وهو راتب ضئيل بدأ من 9 ألف ريال شهريا وصولا الى 25 ألف ريال يمني، ما يعادل 25 دولار.
كانت بداية عمل “الضيفلي” في المعبد مع قدوم بعثة المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان للتنقيب في المعبد الذي كانت المؤسسة نفسها قد أوفدت “ويندل فيليبس” في رحلة شهيرة منتصف الخمسينيات لاستكشاف بعض المواقع الأثرية في اليمن ومن بينها هذا المعبد.
عمل “الضيفلي” بالأجر اليومي مع البعثة الأمريكية، وبنى مع عمال آخرين بينهم أقارب له السور الذي يحيط بالمعبد اليوم، من الشبك وأعمدة الحديد، وذلك لحماية البعثة على ما يبدو من المتطفلين والمارة.
تحول “الضيفلي” بعد ذلك إلى حارس للمعبد، قبل أن يغلق أبوابه، وتغلق البلاد كلها بسبب الحوادث الإرهابية، ثم الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي الإرهابية في البلاد منذ قرابة 7 سنوات.
يقول “الضيفلي” في حديثه لمراسل “مأرب 360″، إن راتبه على ضآلته توقف، وإنه يعتمد على ما يقدمه زوار المعبد من أجور الدخول للحصول على ما يساوي راتبه.
ويتمنى “الضيفلي” من السلطات المحلية الالتفات إليه، وإعادة راتبه وتفعيل دور مكتب السياحة، الذي يفترض به أن يكون معنياً بالمعابد والمعالم السياحية في مأرب.
وتعاني المعالم السياحية في محافظة مأرب من إهمال كبير، جعلها عرضة للعبث من قبل الزوار، حيث يلجأ الكثير منهم للكتابة على جدران المعابد والآثار بالأقلام والبوية وبالنقش أيضاً.
ويطالب ناشطون ومهتمون بالآثار، السلطات المحلية بتفعيل مكاتب السياحة والآثار، وتفعيل دور الأمن لحماية المنشآت السياحية والمعالم والآثار، وتنسيق عمليات الدخول إليها، ووضع فرق ومتخصصين لحراسة تلك المعالم.