لسبعة أيام متوالية، كان “سيف بن نخيره” يعمل بكل جهد في معمله الصغير بالقرب من منزله في مديرية الوادي بمحافظة مأرب، من أجل صناعة واحدة من الجنابي التي يطلبها منه عملاءه من أبناء المحافظة.
يبدأ “بن نخيره” عمله في فترة ما بعد الظهيرة، ويستمر حتى قرب صلاة العشاء، متنقلاً بين مراحل صناعة الجنبية، بدءاً من الطباعة وضرب الحديد، وحتى الصقالة والتزيين.
ورث سيف المهنة عن والده “زبن الله”، الذي لايزال على قياد الحياة ويمارس مهاماً بسيطة في صناعة الجنابي، وهو الآخر كان قد ورثها أيضاً عن والده احمد بن نخيره.
تسكن أسرة “آل نخيرة” في منطقة “واسط” بمديرية الجوبة، وتفرق الأبناء لأجل طلب الرزق في مناطق عدة بمحافظة مأرب، ويعمل ثلاثة من الأبناء في نفس المهنة.
ويذكر سيف أن والده صنع أول جنبية للشيخ “علي احمد الولص” قبل نحو ٧٠ عاماً، ولازالت الجنبية إلى الآن موجودة مع أحد أفراد أسرة “الولص”.
كان سيف قد بدأ تعلم المهنة عن والده مطلع التسعينيات من القرن الماضي، لكنه يقول إنه بدأ إتقان الحرفة في العام 1995، أي قبل 27 عام.
يستغرق “سيف” في صناعة الجنبية الفاخرة من 7 إلى 8 أيام، وتكلف نحو ألف ريال سعودي (نحو 260 دولار)، بدون الرأس، أو ما يسمى “القرن”.
ويقول “بن نخيرة” إن المرحلة الأصعب في صناعة الجنابي هي مرحلة الطباعة، وهي مرحلة تسخين الحديد بالكير وضربه وتنسيقه حتى يتحول الى هيكل جنبية، وهي عملية تستغرق نصف الوقت المخصص لصناعة الجنبية.
ويخضع سعر “سلة الجنبية” لعدة عوامل، أهمها نوع الحديد المستخدم ومدى مطاوعته للضرب والتشكيل، ثم جودة العمل والتنظيف والتزيين والصقالة.
ويشير “سيف” إلى تأثير الحرب والوضع الاقتصادي على المهنة، من ناحية ارتفاع أسعار مواد الحدادة، مثل الفحم، الفضة، إضافة لرؤوس الجنابي، والزهرات، والصفائح المخصصة للمباسم والمواد الأولية الأخرى لصناعة الجنابي.