في الساعة الثامنة صباح يوم الأربعاء الماضي، العاشر من نوفمبر، كان مخيم “السميا” (Assomayy)، شرقي مديرية الوادي بمحافظة مأرب، قد استقبل العشرات من الفرق التابعة لوكالات الإغاثة والمنظمات الدولية.
خيل للمشاهد للحظة أن هذه المنظمات قد أحست بالمأساة الإنسانية التي تعيشها مئات الأسر التي سكنت في هذا المخيم الصحراوي الذي استحدث مؤخراً لاستيعاب آلاف الأسر التي نزحت من المديريات الجنوبية على وقع الهجمات الحوثية المتصاعدة.
بدأت الفرق الإغاثية تمارس عملها وتقوم بتوزيع بعض المساعدات وبعض الكروت المتعلقة بتقديم المساعدات.
هذا الاستنفار “الإغاثي” اتضح فيما بعد أنه لأغراض “إعلامية”، فبعد ساعات من بدء العمل، وصل إلى المنطقة المنسق الأممي “ديفيد غريسلي”، منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، حيث كانت كل تلك المنظمات والوكالات قد أتت لالتقاط الصور وتحسين صورة المنسق الأممي الذي لاتزال صورته مع قيادات الميليشيا في مديرية “العبدية” في الأذهان.
مصادر حضرت زيارة المنسق الأممي قالت لموقع “مأرب 360″، إن كل هذا الاستنفار من قبل المنظمات الدولية لم يكن إلا شكلياً أمام زيارة المنسق العام للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة.
وقالت المصادر إن زيارة المسؤول الأممي كانت سبب تواجد فريق الهجرة الدولية ومنظمة كير ومنظمة اليونيسيف والتكافل ومسلم هاندز والمنظمة الدولية وغيرها.
مساعدات بسيطة
وأضافت المصادر أن “ما يثير الاستغراب هو نوع المساعدات الإنسانية الطارئة التي قدمت للنازحين الجدد، الذين نزحوا وتركوا كل ما يملكون في منازلهم الأصلية”.
وأشارت المصادر إلى أن “ما يقدم للنازحين من قبل كل هذه المنظمات هو عبارة عن ثلاثة أوعية (دباب) للماء وصابون ومشط ومرآة ومنشفة صغيرة وكرتون يوجد فيه 10 معلبات بقوليات”.
وأوضحت المصادر أن ملايين الدولارات تمنح باسم المعاناة الإنسانية في اليمن، لكن الحقيقة المرة أنها تذهب كنفقات تشغيلية للعاملين عليها بينما يصل الفتات إلى الناس المستفيدين.
ولفتت المصادر إلى أن التدخلات التي قدمتها المنظمات العاملة في الميدان لا تستحق كل هذه التغطية الإعلامية وكل هذا الزخم والزيارات الأممية، فهي مساعدات بسيطة وضئيلة لا تفي بالحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية.
استجابة متأخرة
وكانت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب قد قالت في بيانات سابقة إن المنظمات الدولية والأممية “لم تقم بالدور المطلوب تجاه الأسر النازحة”.
وأضافت الوحدة أن المنظمات تجاهلت كل النداءات التي أطلقتها الوحدة التنفيذية لإنقاذ النازحين الذين تم تهجيرهم من مديريات مأرب الجنوبية خلال الأسابيع الماضية.
وتشير التقديرات الأخيرة إلى نزوح أكثر من 93 ألف شخص، يمثلون أكثر من 14 ألف أسرة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، جراء التصعيد الحوثي الأخير على المديريات الجنوبية.
احتياجات مختلفة
وترى عاملون في القطاع الإغاثي أن المنظمات الأممية والدولية لا تقدم معونات ومساعدات تفي بالحاجة الملحة للنازحين.
وتقتصر معظم المساعدات التي تقدمها تلك المنظمات على توفير سلال غذائية بسيطة لا تناسب معظم النازحين، إضافة لحزم وأدوات نظافة غير مهمة، ما يضطر كثير من المستفيدين لبيعها والاستفادة من ثمنها.
ويقول العاملون إن الاحتياجات الأساسية حالياً للنازحين تتمثل في توفير المأوى وأدوات المأوى من خيام وفراش وأغطية، خاصة مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة، فضلاً عن هروب النازحين من منازلهم دون أن يحملوا معهم شيء من منازلهم.