أطلقت إدارة المرور في محافظة مأرب خلال الأيام الماضية، أول إشارة مرور في المحافظة، حيث كانت بدأت التجهيزات منذ أسابيع في دوار المؤسسة، بعد اكتمال الأعمال في المدخل الجنوبي للمدينة.
ونشر ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي صورا لإشارة المرور، التي يأمل كثيرون أن تحل مشكلة الازدحام على المدخل الجنوبي للمدينة.
وعلى الرغم من أن البلدان الأخرى قد بدأت بطي إشارات المرور، عبر توسعة شبكات الطرق، إلا أن الاحتفاء بتركيب أول إشارة مرور في مأرب يشير إلى عقود من الحرمان والتهميش عاشتها المحافظة النفطية في ظل الحكومات المتعاقبة، منذ ما قبل اكتشاف وتصدير النفط منتصف ثمانينيات القرن الماضي.
كانت مأرب على مدى سنوات ترفد خزينة الدولة بنحو 70% من الميزانية العامة، لكن هذا لم يكن كافيا لتطوير المدينة وشوارعها والاهتمام بها، وظلت مرمية خلف جدران الإهمال وخلف دخان حقول النفط المتصاعد دون أن يكون له مردود كبير على المحافظة.
شارعين رئيسيين
قبل عام 2015 لم يكن احد يعرف في مأرب سوى شارعين، الشارع العام المتفرع عن شارع صنعاء، والأخير هذا ليس شارعا بمعنى الكلمة، بل هو جزء من الطريق الرئيسي بين مأرب والعاصمة صنعاء، ويمتد من المدخل الجنوبي للمدينة إلى مدخلها الشمالي.
لم تسع الحكومات المتعاقبة لتطوير مأرب، فهي لم تبن فيها مدنا سكنية لعمال الشركات النفطية، ولم تفتتح شركات ومصانع لاستيعاب الثروات الموجودة فيها، وظل اهتمامها متركزا على حماية الخط الرئيسي بين مأرب وصنعاء، من أجل ضمان توصيل المواد النفطية والغاز المنزلي إلى المحافظات الأخرى.
نهضة تنموية متأخرة
شهدت المحافظة خلال السنوات السبع الماضية تنمية محدودة، في ظل ظروف الحرب التي تعيشها البلاد
يرى الباحث والكاتب “حسين الصادر” أن احتفاء الناشطين من أبناء محافظة مارب بتركيب أول إشارة مرور في المدينة يعود لأسباب عديدة، منها التهميش الذي تعرضت له المحافظة، وهي محافظة ثرية، طيلة العقود الماضية.
ويضيف الصادر لموقع “مأرب 360” أن “هناك أسباب أخرى ذات دلالة ورمزية لهذا الاحتفاء، فالمحافظة تعتبر الأكثر معاناة من الحرب، ولازالت الحرب تلقي بظلالها على المحافظة، وأرادت أن توصل رسالة مفادها أن المستقبل والنصر حليفنا نحن دعاة بناء ودعاة سلام.
إصرار على البناء
وعلى الرغم من استمرار الحرب على امتداد جبهات القتال في محافظة مأرب، إلا أن السلطة المحلية تولي اهتماماً كبيراً بالتنمية وخصوصاً في جانب البنية التحتية، وأنجزت على مدى سنوات من المشاريع في مجال الطرقات أضعاف ما أنجزته الحكومات السابقة مجتمعة، وبتمويل محلي من حصة التنمية، أو تمويل حكومي من عائدات المحافظة.
ويؤكد هذا الاهتمام من جانب السلطة المحلية، على ضرورة البناء في ظل الحرب المستعرة، رغم استنزاف جبهات القتال للكثير من الموارد والجهود والإمكانيات.
ومن أبرز الإنجازات في مجال الطرقات تأهيل طريق مأرب العبر على حساب السلطة المحلية، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع بطول 40 كم، وساهم هذا المشروع في الحد من الحوادث المرورية على الخط الدولي الذي كان قد وصل إلى مرحلة متهالكة.
كما تم إنجار نحو 12 كم من طريق (الجوبة – ماهلية – البيضاء)، بعرض 7 متر، قبل أن تتوقف الأعمال بسبب المواجهات في مناطق العمل.
وفي الطرق الداخلية تم إنحاز ما يقارب 274 ألف متر مربع من الطرق الداخلية في المدينة، شاملة أعمال الشق والردم ووضع طبقة الاسفلت.
ومن الطرق الداخلية التي تم إنجازها ربط شارع صرواح بالشارع العام وخط صنعاء، وشارع المطار وشارع الأربعين والدائري والمدخل الجنوبي والشمالي للمحافظة، وطريق المدينة خط حريب.