كما لم يحدث من قبل، بدت أفراح العيد في مأرب مختلفة هذه المرة، والناس يعيشون حالة اطمئنان وأمان ويستمتعون بشعائر السعادة.
الحدائق على قلتها والجولات على محدوديتها لم تتسع للأطفال والنساء المُبتهجين بعيدهم، بينما اتجهت عائلات خارج المدينة نحو المزارع والصحراء.
البهجة العامرة تحدثت عن نفسها في تعافي حركة الشراء التي شهدتها المتاجر والأسواق والازدحام في المدينة مع استنفار أجهزة الأمن وتفاني شرطة السير في التنظيم والتأمين.
قضى رجال المرور وبواسل الأمن أيام العيد في الجولات وفي ميادين ومقرات عملهم، بجوار أسرتهم الكبيرة قبل أولادهم وأسرهم الصغيرة.
أطراف المدينة وضواحيها تحولت لساحات جماهيرية مفتوحة، لتتواصل المظاهر الكرنفال الشبابية نهارا والى الليل. حالة الانتقال السياسي والهدنة الأممية وبعض التحسن الاقتصادي وبدء انتظام صرف مرتبات المقاتلين وأسر الشهداء والنازحين تجلّت مآثرها في دفء القلوب والجيوب.وفي خطوط التماس، يقف خير الأجناد بثبات وفداء يحرسون الوطن الكبير، يرقبون عيد النصر المظفر ويعززون تحصينات بلدة طيبة تحتضن الأهالي وآلاف المشردين.
قادة الجيش والأمن شاركوا أفرادهم مناسك المناسبة بزيارات المُعايدة في متارس النضال. القادة والجند لبسوا بزاتهم العسكرية، الشرف الأقدس. تقف مأرب، جيشها وأمنها، قيادتها ومقاومتها، في قلب المعركة الوطنية وهي رأس حربة المشروع الجمهوري، تقف بإخلاص رجالها وحنكة قيادتها في وجه الحملات الحوثية والمحاولات الفارسية اليائسة، لتصنع معجزات لم يشهد تاريخ الحروب لها مثيلا.
يبيت ملايين الناس في منازلهم ومخيماتهم آمنين بفضل صمود الرجال في الثغور وثمرة فداء الجرحى الميامين وتضحيات آلاف الشهداء الذين ينامون في بطن التراب..تتشبث المدينة بالحياة والأمل، وتداوي جراحات وغبار الحرب التي نالها الأذى الأكبر دما ودموعا، تتطلع للسلام وتتمسك بالسلاح.