لا يوجد يمني لم يتردد على مسمعه اسم “صرواح” خلال السنوات القليلة الماضية، حيث كانت هذه المدينة الواقعة غربي محافظة مأرب مركز ثقل الحرب التي اندلعت أواخر العام 2014 في البلاد، ووصلت نارها إلى مديرية صرواح مطلع أبريل من عام 2015.
تعد “صرواح” (الخربة) من المدن التاريخية في اليمن، حيث عرفت بأنها العاصمة الأولى للدولة السبئية، قبل أن تنقل العاصمة إلى مدينة “مأرب”، وتعتبر المدينة الثانية في مملكة سبأ.
تقع على بعد نحو 37 كيلو متراً غرباً عن مدينة مأرب مركز المحافظة، وكانت المدينة في عهد مملكة سبأ تحتل موقعاً مهماً، إذ أنها كانت المركز السياسي والديني الثاني، وظلت تحتفظ بأهميتها الكبيرة حتى عصور مملكة سبأ المتأخرة.
ومدينة صرواح القديمة تبلغ مساحتها 210 * 213 مترا، وهي أصغر بكثير من مدينة مأرب التاريخية، ويبدو أن مدينة صرواح القديمة كانت مبنية على مرتفع صخري طبيعي ومحافظة بسور دفاعي يمكن إثبات وجود عدة مراحل إنشائية له، وقد بقي منه برج في أحد أركانها واضح المعالم في الجهة الجنوبية الغربية، ومن المحتمل أن البناء كان يمتد خارج السور أيضاً.
ورغم أن منطقة صرواح (الخربة) كثيرة الفجوات، وقد تعرضت لحفر السرقة كثيراً، فإن بقايا العمارة هناك مازالت من أضخم الأنقاض المعمارية التي بقيت في اليمن إلى اليوم.
ويهيمن معبد (إلمقه) بسوره الجامع الذي يصل إلى ارتفاع 16 متراً تقريباً على الموقع كله، وهو إنجار كبير وعجيب لمكرب سبأ (يدع إل ذريح بن اسمه علي)، والذي اهتم كثيراً بالمجال المعماري ويشهد لهم في ذلك إلى جانب معبد صرواح كل من معبد أوام بمأرب ومعبد إلمقه في المساجد، فآثار هذه المعابد تدل على جلال معماره وشدة اهتمامه.